الدكتور لحسن تاوشيخت: ارتباط المغاربة بفلسطين
في العهدين الحديث والمعاصر (العدد الأول)
مقدمة الدراسة:
فقد لبى المغاربة بكل عفوية نداء القائد صلاح الدين الأيوبي في
حربه ضد الصلبيين، فكان المغرب حاضرا بأسطوله الزاخر وجنوده البواسل، وبالتالي
استحقوا مكانة متميزة لدى السلطان صلاح الدين الذي كافأهم بأوقاف خاصة اشتهرت
تباعا بحارة المغاربة. وكانت هذه الحارة من
أشهر الحارات الموجودة في البلدة القديمة بالقدس الشريف، والتي أوقفها الملك
الأفضل علي بن السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي بعد تحرير المدينة من الصليبيين،
على المجاهدين المغاربة الذين شاركوا في الفتح وبقيت باسمهم. وللحفاظ على
استدامتها اشترى المغاربة كل العقارات المجاورة، المبنية منها وغير المبنية، كما
هو الشأن مع قرية عين كارم الموقوفة بكاملها من طرف الغوث أبي مدين شعيب. والزاوية
المغربية للشيخ عمر المصمودي، ووقف المدرسة الأفضلية، وأوقاف السلطان أبي الحسن
المريني المتكونة من عقارات ومن المصحف المعروف بالربعة المغربية.
إلا أن
هذه الأوقاف تعرضت وتتعرض دائما لعدة تحديات كجزء من المشكلات والمحن التي تتعرض
لها القدس من تهويد واستيلاء اليهود على الأراضي سنة 1948م، بحجة أنها أملاك
غائبين. كما صَادَرَ الكيانُ الصهيوني حيّ المغاربة خلال شهر يونيو 1967م، وفي
اليوم العاشر من نفس الشهر قامت قوات الاحتلال بإخلاء سكانه لتُسويه بالأرض ولتقيم
مكانه ساحة عموميةً تكون قبالة حـائط
البراق.
وهكذا فخلال بضعة أيام أتت جرافات العدو على 138 بناية كما هدمت جامع البراق وجامع
المغاربة، وما لبث أن لحق نفس المصير بالمدرسة الأفضلية وزاوية أبي مدين والزاوية
الفخرية ومقام الشيخ.
شاركنا بتعليقاتك
3 التعليقات:
موضوع متميز ورائع عن العلاقة بين المغاربة وأرض الاسراء فلسطين الحبيبة نتمنى أن تساهم هذه المواضيع في إحياء التراث المشترك بين البقاع العربية ككل وفلسطين على وجه الخصوص
متميز حقا، خاصة عن فلسطين المنتصرة
الأستاذ تاوشيخت متميز على الدوام كما عودنا في مختلف محطاته العلمية الرائعة حول تاريخ المغرب