الأستاذ لطفي ساعد: مؤتمر الصومام 20 أوت 1956
واقع وآفاق في ذاكرة الجزائر (العدد الأول)
مقدمة الدراسة:
لطالما كانت الثورة التحريرية الجزائرية موضوعا يثير الكتاب ويسيل
أقلامهم،كما أن أحداثها وأسرارها ظلت على مر
السنين تعطي للباحثين موضوعات ثرية لعدد كبير من الرسائل والملتقيات والندوات
العلمية التاريخية والسياسية والفكرية.
ويبدو أن الاهتمام
الذي لم ينقطع عن ثورة التحرير الجزائرية ،كموضوع للبحث والإبداع الفكري خاصة ونحن
على وشك الإحتفال بالذكرى 60 لاندلاعها، يوضح وبدون أدنى شك مدى ثراء موضوعاتها
التي مازالت الكتابة فيها مفتوحة على مصراعيها أمام الباحثين من كل التخصصات
والاتجاهات والجنسيات هذا من جهة،ومن جهة أخرى على ما تضمنته من قيم وأفكار عبقرية وأبعاد إنسانية وتنظيمات فعالة،
عكست الجانب الإداري المحكم لها ولقادتها السياسيين.
ولقد جاءت محطة مؤتمر الصومام 20 أوت 1956
كمحطة لحل المشاكل والعراقيل التي كانت تتخبط فيها الثورة في مرحلتها الأولى
هذا من جهة، ومن جهة
أخرى التخطيط الجيد والمحكم للمرحلة الثانية لها وهي مرحلة التنسيق والتسيير
لمختلف فروعها وهياكلها بعد امتداد رقعة الثورة وعدم جدوى التنظيم القديم الذي وضع
لها،أيضا لتحقيق الهدف الأول والأسمى الذي سطر في بيان أول نوفمبر 1954 وهو
الإستقلال التام عن الإستعمـار
الفرنسي.
وبالحديث عن التنظيم الثوري وهياكله منذ
انطلاق الرصاصة الأولى إلى غاية استفتاء تقرير المصير وإعلان الإستقلال،نجد بأنه
لطالما كان وبشكل قوي محور النقاشات الحادة في الملتقيات والأيام الدراسية
والندوات العلمية،هذا لما جاء به من أفكار وتشريعات للثورة استوجب تحليلها وكشف
ملابساتها من ظروف صياغتها وكذا صداها فيما بعد .
شاركنا بتعليقاتك
2 التعليقات:
لم أكن أتوقع مثل هذا العمل الجاد والتحليل الرائع من الصديق لطفي ساعد .. مزيدا من التألق
موضوع مهم عن الثورة الجزائرية نتمنى الاستفادة منه